29‏/07‏/2016

لو العالم على ذوقي

لو العالم على ذوقي








يا ترى لو بقى العالَم على ذوقي
حيعجِب مين؟
و ذوق مين يعمِل العالَم فيعجبني
و إيه بيهدّ و إيه يبني؟
حاقول دلوقتي خِطتي
اللي لو حصلِت حتسعدني


في البدء؛
حنهدّ البُنا
نرجّع الأراضي على خط النيل خَضار طول الوادي
عشان ناكل الزرع خير، صِحّة
و نتنفّس نَفَس نادي
و لو كلّنا هدّينا في نفس الوقت سوا
حيبقى مهرجان شعبي و هوا
حُريّة .. مزّيكا .. و وطنيّة
سَعادة لِنا عشان مع بعضِنا


و تاني خَطْوة؛
نصدّق انّ طيبتنا هيّ غَلَبِتنا
و نعرَف اننا قادرين نعمِل حياتنا
مافيش ريّس حيعمِل العالَم على مزاجنا
نستنّى ليه؟
نسنِد على بعضِنا
و ما نستعجِلش
لسّة حنبني و الموضوع حياخد وقت


و تالت خطوة؛
حنبني كلنا بيوت مع بعض
يبقالي طوبة حطّيتها بإيدي
في بيت الجار
فيبقى بيتي
و يبقى بيتي بيت الجار
نعيش سوا و نتفق ازاي نمشّيها
ما بينّا الكِلمة سيف
و الحِسْبة مش بالعنف و لا بالشرّ و لا بالعافية
باللين نعدّيها


رابع خطوة؛
حنِلْغي الإعلانات
و مش عايزين
و مش عشان كوننا مقاطعين
لكن عشان مش محتاجين
غير حبّة قَمْح و رُزّ و عَدْس و ميّة نضيفة
عصير قَصَب في عزّ الحرّ و عَسَل ابيض
و حَبّة بَرَكة
و بالبركة حيِكْفينا القليل
عشان مش  راح نبص على حِلْم
يكتّفنا بهمّ تقيل
عربيّة غالية و متكَيّفة
و كل ترابيسها بدوسة واحدة تتقَفّل
و ليها صوت ينبّهَك لو تتسِرق
ليه أصلاً نمتِلك حاجات نِخاف عليها من غيرنا


في مشوارنا؛
حننبِسط بقَعْدِة سَمَر باللّيل
ما الخير كتير لو ما اتسَرَقش يفيض
و زيّ النيل فايِض و مَيّتُه موجودة طول العام


حنِبني مَدْرسة في كلّ بيت فُسْحة
و قُوَض كتير مِنَوّرَة و بِرْحَة
فيها المُدَرّس كُلّ شَخْص قادر يِعَلّم
و دا جِيل و بيسَلّم لجيل
مش بسّ واحد يمتِلك الدليل
و لا وَحْده عالِم بالسّبيل
نجّار، فيزيائي، بنّا، أديب
مؤرخ، فيلسوف، مهندس، طبيب
كُلّ العُلوم، كُلّ الصّنايع
فيها الحقيقة بالسؤالات
كل الحِرَف بالاختلافات

وموسوعة في كل بيت
للصبي و الصَبِية
يتعلِّم الكلّ بذوق
على ذوقه بحُرّيَة
و الرِحْلَة المدرسيّة
للمدن اللي مختلفة
قابل خِلَقْ تانية
إتعلّم الأُلْفَة


و كل حَيّ عنده مَسْرَحُه
و نوع عروض على اختلاف العُرف
أشجار بيطرحوا
أحياء و كل حيّ بسكانه و إنتاجه
و بالمعاونة تتبادل
فيها الأمان مش خوف من السَّجان
مع الساكنين الجيران
الحِسْبَة تِتْعادِل
تلاقي مافيش خَسْران


و كل مدينة عندها جيشها
بس الجيش من العُلَما
بيرتحلوا .. ياخدوا و يدّوا
المعرفة مش مِلْك مالكها
لكن العالِم عارف إن المعارف
نهر و ع المصبّ بيودوا
بحر كبير و رحلة ما تخلصش
مراكب البَشَر سارحة و مابتنقصش


يا ترى لو العالم على ذوقي
حيعجب مين؟
و ذوق مين يعمل العالم فيعجبني؟
و إيه بيهد و إيه يبني؟
ولازم نهد عشان نبني


حنهدّ البُنا نسيب أراضينا مليانة خير مزروعة
و نرجع نبني بالراحة و على نضافة
و نسيب مساحة للنَفَس و للبصر يتمدّ للسما
و يشِمّ ريحة الطمي فَوّاحة
حنراعي بعض و نعمِل القوانين على ذوقنا
كِلْمِتْنا سيف مافيش عُقود غير عيشنا ويّا بعضِنا
ما الخير مِكفّي
إملا و كفّي
شُغْلَك بالضمير
عشان نَفْسَك و لاجل الغير
الحِلْم مش في الأرض مِلْك و لا البيت الكبير
و لا العربيّة
الحلم في الراحة و بالراحة
نوزّع الأدوار سواسيّة
للكُلّ دورُه
مش بالمنافسة يِسْرَق حُضُوره
الخير مِكفّي إملا و كفّي الطريق طويل
لكن حقيقة و مش خيال


يا ترى لو العالم على ذوقي
حيعجب مين؟
و ذوق مين يعمل العالم فيعجبني؟
و إيه بيهد و إيه يبني؟



سلام يسري
مارس ٢٠١٢