07‏/01‏/2015

في حُبّ المُدُن




في حُبّ المُدُن
مَرْثيَّة طويلة عن السَكَن
و فُرْجَة ما تخلَصش
تِطَوِّل عُمْر
ماتقَصّرش

و عالَم الارصِفَة الدوّار
بَِحُبّ المَشيَة
و الدبَّة
و لِبْس الناس
و فَرْدِة شَعْر البنات فيها
بتِحييحها
تِحَييها
و غَرقِة بَحْر
أو في النهْر
و الشَجرات في شوارِعها
تضوّيها

و انا و عِيني و أفكاري
مِصاحِب حُزْني في الوحْدَة
وقْت السعادة ما بيدُمش
و بيتي موَقَّت الأيام
و بالساعة باعيد أحلام
و اذاكِر صُحْبِتي للوَقْت
ويّا مُدن
و لا باخونشي مَطالِبها
و لا ناسْها اللي لاجئين الارصِفَة
مادين إيدين
وشايلَة الفَقْر تحت الجِلْد
و عواجيزها بْكُفوف ناشفين
و اقدام تعّبِتْها الدُورة ويّا دُوَار
مُحيط الإنسانية ملاذ
للحُزن و الأفكار
و حبايِبنا ملاذ
للحبّ لو محتار
و غِذا للشِعْر المُستعار
و صُحْبَة تطالِب الشِعْر انّه ما يسكُتش
و لا يِبْطِلْش
سِحْر الهمّ و الأسرار
يكون سَتّار
على السَقْطة
و باستمرار ما يِحْكُمشِ
و لا جَلاد و لا بتّار
مِكَمّل فاتح الدّراعين
يحب الخُوف
و الخوف و المدينة "جَوَازْ" - و مش بمجاز
و اللي بيحمي ما بيحميش
و اللي بيهدّد ما يهدّدش
و اهيه المدينة ويّا خوفها مسلوبَة السعادة المطلقة
لكن فيها أوقات للسّهرة .. للتمشيّة
و من فوق 
المَنْظَر جميل
و مايزهّقْش
و متنَظّم كإنّه نظام
و متفصّل
كإنه الجزء مش م الكُل
و كإن الجُزء لجُزء تاني ما يوصّلش

سلام يسري
الإسكندرية ١-١-٢٠١٥