10‏/10‏/2023

خطاب وداع





لو يحضر صوتها وتحضر لي ضحكتها

كنت اسمعها وكإنّي ضمير عايش ليها

وكنت استنّى انها تقبَل تضايفني


فضّيت كل أيامي

عبّيت نفَسي بريحتها

ولو غابت أو اتضايقت

أسيب ألمي واسيب قلقي

واستنّى تيجي ترضالي

وتستأمنّي حكايتها

سؤال منها بيكفيني

ونفسها جنبي ماليني

وسمّيت بيتي قسمتها


كنت العشمان تقبل 

يكون جسمي في صحبِتْها

تفتح مدار وانا اللي بادور

حواليها وزي كل كواكبها

ماليش ميزة غير انّي صبور

وواهب ليها موهبتي

وكل اللي عرفته من غيرها

ما بانكرش ان كان نفسي 

تشوف العيشة بعيوني

لكنّي وهبتها عينيّ

سلّمت بكل ما آمْنِت

حفظت كلام طلع منها

طبطبت لما سمحتلي

وغنيت لما طلبتني

بقيت أجمل عشان عينها


ولما كانت تودّع بيتي مش راجعة

أطلع سحر تفانيني

كانت ترجع

مازهقتش لحظة من صوتها

ونظرتها اللي كات بتمدّ ترفعني

أحسّ انّي الوحيد عايش

ومحظوظ إنّي حبيتها

سمحتلي إني أعيش حبّة

وسابتني

أتوه في الذكرى من غيرها

واكون الأضعف في الوجود

وهشّ هشاشة القشّة

وكإنّي ما عشتش قبليها

ولا فيه ولا لحظة بعديها

بقيت عايش عشان أنسى

ومش بانسى

بقى النوم فرصةْ اني اهرب

فباصحى الاقيها جنبي في سريري

وجوّة في حلمي تتنفّس


حاسيب روحها تعيش حُرّة

من غير ما الذكرى في خيالي تقيّدها

واقبل انها ظهرت وغابت قبل ما اتطَمّن

ولو صعبان عليّ ان اللي كان جايّ لنا حنعيشه

ما جاش ولا عاش

لازمني اقبل وحاتطمن

ومتطمن انها قدرت انها تختار

والبعد ليها كان راحة

ويكفيني انها في لحظة 

ومرة واحدة كل سنة 

في تاريخ معلوم

حتفتكرني بتنهيدة 

وتشوف صورتنا فتبتسم

وتفتكر لحظة أمان كانت بيننا

وتقول : 

كان فيه الخير... 

وكان بعيد بعيد الشر

ما كانش فيه لحظة شريرة

ودا كفاية

ومن حضوري أحميها

وحاتنقّل ما بين مدينة ومدينة

وحاستخبّى من شارع يمكن يشيل خطاويها

بعيد عن فكرة تقلقها

بعيد عن إني أغويها

مافيش عندي غير الأماني 

أطلقها تعيش ليها

بيني وبين نفسي

حاحمي ودانها تسمع صوتي أو نفَسي

وأحمي عينيها من تشويش يشيل صورتي

تفكّرها فتتألّم ولو لحظة

خلص الألم

جاي السفر

وسِفْر جديد

وفصل مغامرة محسوبة

ومش موجود أساعدها

في رحلتها

لكنّها روح

الكل اتلمّ حواليها يراضيها

يلف مدارها بالكامل ويحميها.


سلام يسري

٢٩ سبتمبر ٢٠٢٣



ليست هناك تعليقات: