02‏/09‏/2016

عن التناغم و الملل

لا ضرورة للتناغم الدائم في هذا العالم؛ فحركة الكون -على انتظامها و نظامها- فهي غير مرتبة و تتفق فقط عناصرُها في لحظات قليلة بانضباط وتناغم لا يقوده قائد و لا ينظمه زمن و إنما هو واجب وجوب العشوائية الدائمة و الحركات التي يظهر فيها طيشًا. إما تنضبط أو تنتهي وهذا ليس تساؤلًا عن الصيرورة و إنما عن التناغم.

في فرقة موسيقية مكونة من عشرة أفراد؛ كلٌ له آلته أي عشرة أصوات مختلفة؛ كلٌ منهم له إيقاعه الشخصي ونبرته الذاتية.
إن تُرك المسرح لارتجالهم و دون اهتمام منهم بضبط النغمات و توفيق إيقاعها أو مقامها، فهم سيقضون وقتًا صاخبًا و ربما غير ممتع أو مؤثر بشكل إيجابي على الحضور؛ و لكنّ لحظةً ستأتي بقرار أو بدونه ليتفقَ أغلبُهم أو جميعُهم على إيقاع و ربما يبادر منهم من يبادر فيقترح شيئا و آخر ربما يحاول أن يفرض شيئا آخرًا.
لن يتأتّى تناغُم إلا بعد فترات من الملل الشديد. هذا الملل الذي يفضي إلى المبادرة.
فلولا الملل لن نبادر.



ليست هناك تعليقات: