14‏/12‏/2009

أصل ... و ... حنين


لو كنت غريب عن دي المدينة
كنت حاشوفها أكتر جمال!!
كنت حاحس الزحمة.. طاقة
مغرّقة المجاميع
تحكي الخرافة.. تصير
بتجسّد التواريخ
قديمة
ضاربة في عمق أسطورة طويلة
مْجمعّة الأشلاء
بشوق
تشوّق النَظّارة
و تِبْهِر الرَحَّال!
----
قهاوي فارشة بساطها ع الطرقات.. بساطة
و عمال مسافرين بالحمول..
حواري كَمْكِمْها الزّمن!
و نيل متابع المشوار
مزغلله شعاع م العلالي
و مضلّله الشجر العتيق
و ساكنه فلاحه الفصيح للآن
وجباته واجبة للفقير
و فيها ريحة الشرق الحميم
و صميم.. دفا البشر..
انحيازي لكنه في الآخر دفا...
حرارة الجوّ المِصَيّف .. شمس
في الأول دفا منوّر
و في الآخر
حريق ناحت.
حتى الشتا دافي الحنان
مدنه مداريها السكوت
مسكون.. سنين مليانة فيض حنين
تراب
مغرّق البنايات
ماهي الصحرا ماهيش ناسية
غالبة الأسطورة بحضورها
و النيل قوي لكن حزين
غرقان... و مسدود بالأنين
أنا من هنا..
و ساعات مسافر في الحكاية ..
غريب مش منّها
زاير و مشغول بالبكا
عيني محمّلها الأسى
و القسوة في جيراني انحياز
هوّ كمان دافي
لكن بيحرق الحريّة فيّ..
حريّة من صُنْع غربي
لكنّها ... مشرّقة ...
و مقريّة في سنوات العلام و البحث
و انا مش غريب
لكن غريب جداً
رمادي و مش رمادي
أنا .. بعيد جداً
لكن قريب.. بقرب دموعي المجروحين
تحرك الدمعات سطوري .. و بانطلق
حنية مسقيّة باسكندرية.. و بأسوان
بالنيل و بالجسم الحزين
روحي القديمة سابقة في الزمن الجديد
فاتحة شراعها
و الرِحال حاضر
لكن البقاء واجب
شظايا الإنسانية حاملاني على الأكتاف .. و حاملها
و سابق.. لسّة مش ساكن و مش ساكت و لا حاسكت
و عالِم بيّ و انا حالِم
سؤالي قديم قِدَم السنين... مروِي بنيلي
ترويني قصص المحبَّة و الأشواق.. تغطيني
و أي غطا مغمّيني
---
يا ترى المدينة حاملاني.. و الا حاملاها أحلامي
و شجرة كبيرة مفرّعة.. و زرعتها
و بترتوي منّي و ترويني
و الرفقة أصحاب اجمّعهم و جامعاني معاهم الأزمات
و أحلامنا سارحانة و فايقة ع الأزمة
ما هي اللازمة.. مزامنة الأزمة و الزحمة
بتصنع منّي معزوفة و تخلقني
و لو المدينة حاملاني.. أنا احمَلْها
تقوّتني و اغذّيها .. تعذّبني و اعزّيها .. و تجرحني و انا احضنها
---
في الوقت اسطورة.. وجودها اغنية جريحة بلا نهاية حلمية
نكمّلها و نرسمها.. كما تحلا نحلّيها
كما ترافقنا نوافقها ..
بنرصدها و تشغلنا.. تشكل همّنا .. نحلم ... نشاركها
---
و ان كنت مش من هنا عمري
كان شعري يتغيّر و انا
أنا من هنا..
أشعاري منسوجة بغُنا صخب المدينة و حزنها..
و دَفا رصيف حكاياتها شوقي الأصيل..
و مستنّي..
حتتجمّل حكايتي مع المدينة هنا و لا حاتتأصّل حنين!


سلام يسري
14-12-2009
مقهى الحرية- عصراً

هناك تعليق واحد:

basma يقول...

حلوة القصيدة يا سلام.عاجبانى اللقطة بتاعة "لو كنت غريب عن دى المدينة كنت هاشوفها أكتر جمال!"النقلات من رؤية الغريب المسافر والمقيم المغترب ما بين الوجع والجمال والجمال اللى بيوجع.حلوة.
بس بصراحة هاعترف لك إن قصايدك القصيرة بتعجبنى أكتر!يمكن عشان بقيت كسلانة؟مش عارفة.