27‏/06‏/2017

رأسي أثقلُ ما فيّ



لا أنتمي للمستقبل ولا للماضي
رأسي أثقلُ ما فيّ
هو هبةٌ للجاذبيّة
أسفله عنقٌ يطقطق
و أكتافٌ متصَلِّبة
و بطنٌ مأزوم
و أرجلٌ تبدو قويّة
قدماي مبسوطتان
كالخُفّينِ تلتصقان
بالأرضيّة

يسبِقُني القلمُ عادةً للسجع
يسبقُني القلمُ للسجع
ُيسبقُني السجع
و القافية
تتوّجُ القافيةُ ذيلَ اللحظات
(السطور)
و أنا أبحثُ عن موسيقى
تُخَبِّىءُ المعنى
كي يبدو ذكيّا
عارفًا بالنهايات
واثقًا 
قويّا
أمَهِّدُ الأفكارَ كالطريق الإسفلت
تسبقُني كلماتٌ تقليديّة

كلُّنا رأينا الصُوَرَ 
(المشهدَ)
أرغبُ في أن أكون الكلّ
و لكنّي لا أرقص
امتلأَ أنفي بالمُخاط 
عَطَّل الكتابة 
تعطَّلت الأحداثُ بالشائعات
ولا مجال للتداعي الحُرّ
أخي يسكنُ عطفةً قريبة
و لكنَّه الآن نائم
و حبيبتي في غُرفتي نائمة
و أنا في غُرفتها أكتب
عن حبيبة أخرى
خطِّي كالقافية: يبدو مُهندمًا
و لكن موسيقاه المضطربة: لا تُصيب النغمة
رغم أنني مدرّب
أُعيد الأخطاء ذاتها من البداية
أحاول التصحيح في الوسط
أكرّرُ الخطأ في النهاية
لا تحملُني الأخطاءُ على التعلّم
هي أخطاء و هُوِيّتُها أن تتكرّر
نُطلِقُ عليها خطأً اسم شيطان
أنا مريضٌ بذهان 
الخطأ
(مرضٌ عقليّ لا يسمح أن يتطوّر الجنس البشريّ )
سبَقتني للنوم
وسبقتُها لفهمِ ما ينقُصُنا
لنحتملَ البقاءَ معًا
أنجَزَ الأرقُ المهمة
رعا نسيجَ الأفكار المُشتّتة
ْجَمّعْتُ الحزنَ و ابتسمت
فشِلتُ في التعلّقِ بالنوم
وخُنْتُ حبيبتي 
مع وحدتي
رائحتُها لا تزل في أصابعي
وقُبْلَتُها انتَسَت
وصورتُها لو فَقَدْتُ البَصَر
سأتذَكّرها
أقرب من الآن
أحتمي في قصةٍ قديمة
لتخلّصَني من الجديدة
أعكِسُ المعادلة
  في بداية الجُملة إذن - تأتي القافية
انتهى هذا النصُّ- أكثر من نهاية
للمرّة العاشرة - أعيد الأغنيَة
الصخبُ عادة
و الصمت فراغ
في عصرنا هذا
امتلأت الميادينُ بساعاتٍ ضخمة
أُذَكِّرُ نفسي أنني لا أرى الحقائق التي أمامي
أدّعي أن هناك أكثر من شاهدِ القبر
أن وراء المعنى معنى
لن ينتهي النصُ إلا إن ملّني الأرق
رأسي أثقُل ما فيّ
هو هبةٌ للجاذبية

سلام يسري
٢٩-٠٣-٢٠١٧

ليست هناك تعليقات: