28‏/10‏/2008

الغزو


لن يمضى طويلاً حتى تملأ رأسى تلك الشعرات البيض , التى بدأت حملة إغارة أسرابها المهاجرة من الزمن الآتى .

بدأت اليوم, أمام مرآة الاعتياد ,

ظهر بياض لا معتاد, شبت قبل أن أعرف الشباب,

شببت دون مراهقة,

راهقت دونما طفولة ,

و عشت طفلاً ,

سأعيش طفلاً رغم شيبى البادى و جدِّيتى التى تعترض طريق خفتى بصمتٍ لخوف...

أعلم القليل عن تلك الشعرات البيض ,و بالطبع أعلم أكثر عن الشعرات السود الغامقات الملاصقة لها...

علمت اليوم أن سباقى فى الحياة , معتمد على مظهر مباغت, فإن لم أكتفى معرفةً بالشعرات السمراء قبل أن تحتل وجودها البيضاء فسأكون خاسراً و إن لم أستطع أن أعى شعراتى البيض قبل أوان رحيلى , فسأخسر السباق الأزلىّ لأبدِ لا ينتهى...

و سأبقى الخاسر, و ستبقينى الخسارة رهن يأس الفشل, و أمل محاولة جديدة , فرصة أوقن أنها لن تأتى.

ستتداعى الأحداث و الذكريات و الروائح,

ستتداعى الأصوات و المعانى , و النغمات,

تلك النغمات التى أكتب دائما بهاجس موسيقاها المتصلة بروح الكون الحقة,

و لكن من دون بشر ,

فما الداعى لتلك التداعيات رهينة الأبعاد فلا أراها.


سلام يسرى

عصر الجمعة 28-2-2005

ليست هناك تعليقات: